المكرمة الملكية السامية في إطلاق منطقة معان الاقتصادية

رأي * المكرمة الملكية السامية في إطلاق منطقة معان الاقتصادية * احمد جميل شاكر


في حديث من القلب الى القلب ، خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني أبناء الاسرة الاردنية في معان ، ليزف لهم بشرى سارة انتظروها طويلا ، ومعلنا إطلاق منطقة معان الاقتصادية التنموية ، والتي من المؤمل ان تحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين هناك.
معان هي الحب الاول للهاشميين جعلوها موئلا لقدومهم ، منذ نزل المغفور له سمو الامير عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 1920 الى معان حيث استقبله أشرافها وشيوخها مرحبين ومهللين وباتت معان ملتقى الاحرار من الامة من العراق وسوريا ، فكانت صحيفة "الحق يعلو" اول صحيفة اردنية تصدر من معان وتكتب بخط اليد.
هذه الاصالة والعراقة اللتان نجمتا في هذه المدينة تفخر بزيارة الملك ، ويطرح أبناؤها همومهم على المسامع الملكية ، وتأتي الاجوبة من القلب الذي يشعر بأوجاع شعبه ، وفي مقدمتها إرتفاع الاسعار ، وخاصة في المواد الغذائية والاساسية ، كذلك بالنسبة للأعلاف ويطالبون بحماية المواطنين من ذوي الدخل المحدود.
جلالة الملك يعلن بأنه سيتابع مع الحكومة خلال الساعات القادمة وضع آلية لضبط عملية إرتفاع الاسعار ، كما وعد أهالي معان بمعالجة قضية الموقوفين على خلفية احداث معان قبل سنوات.
لقد اثلجت هذه الزيارة قلوب المعانيين وهم يستمعون الى قائد الوطن ويعلن تفاصيل الخطة التموينية في معان والتي ستبلغ تكاليفها نحو (200) مليون دولار لتفعيل النشاط الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة ورفع المستوى المعيشي لابناء المحافظة ، وتحقيق التنمية المستدامة.
إطلاق منطقة معان الاقتصادية التنموية هي فكرة إبداعية وريادية وتمثل فرصة حقيقية لمكافحة الفقر والبطالة ، وان برامج زمنية ستوضع لتنفيذ المشاريع التي ستطال جوانب عديدة في المدينة ، وفي مقدمتها إقامة البنية التحتية لمنطقة معان الاقتصادية التنموية ، وتنفيذ مشاريع المدينة السكنية ومدينة الحجاج ، والمنطقة الصناعية ، وبالطبع التنمية البشرية بهدف تأهيل أبناء المدينة للعمل في مختلف المشاريع ، حيث سيتم توفير الآلاف من فرص العمل ، خاصة وان هناك جامعة الحسين بن طلال من شأنها أن تلعب دورا في توفير الخبرة والتدريب لشباب وشابات معان.
اطلاق منطقة معان الاقتصادية التنموية يأتي بعد النجاح الباهر الذي حققته منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والتي كان البعض يشك في نجاحها وبعد إعلان مناطق إقتصادية تنموية في كل من المفرق وإربد ، وتجسيد الرؤية الملكية السامية في احداث نقلة نوعية في المسيرة التنموية وتمنح الاولوية لتأمين حياة أفضل لجميع الاردنيين من خلال توزيع مكاسب التنمية على محافظات المملكة ووفق المميزات التنافسية والتفاضلية في كل محافظة.
معان التي تضم أكبر رصيد ومخزون من ثروات الوطن في الفوسفات ، والرمل الزجاجي وحتى الاسمنت ، وغيرها مؤهلة الآن للإنطلاق نحو فجر جديد ، يحمل معه الامل بإحداث تغيير شامل على حياة المواطنين ، ويسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.

نقلاً عن صحيفة الدستور الاردنية