منطقة معان الاقتصادية التنموية الخاصة
في أيلول من العام 2007 واثر زيارة جلالة الملك لمعان أعلن عن اطلاق المنطقة الاقتصادية التنموية في المحافظة لتكون ثالث محافظة تأخذ حظها من الاهتمام الملكي في النهوض والارتقاء بالمملكة بعيدا عن مناطق التركز الاقتصادي والعمراني ، حيث جاء الاعلان بمثابة بث عزيمة في مدينة تبعد عن العاصمة 215 كيلو مترا مربعا وعن ثغر الأردن الباسم 100 كليو متر و اكبر محافظات المملكة مساحة وتقدر بحوالي 2356 كيلو متر مربع ويقطنها نحو 30 ألف نسمة من السكان .
واعتبر محافظ معان محمد الرواشدة اطلاق المنطقة الاقتصادية التنموية في المحافظة نقطة تحول في الواقع الاقتصادي والتنموي في المحافظه ، مؤكدا أن المحافظة تمتلك الكثير من المزايا التي تؤهلها لتكون فاعلة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال ثرواتها الطبيعية والاماكن السياحية والاثرية فيها علاوة على موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق دولي يربط الاردن بعدد من دول الجوار وقربها من منطقة العقبة الاقتصادية الخاصه الميناء الوحيد في المملكة .
واضاف ان اطلاق المنطقة الاقتصادية التنموية سيكون له اثار ايجابية على تحريك عجلة الاقتصاد في المحافظة وتوفير فرص العمل لابنائها في ظل الفقر الذي تعانية وندرة المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي تسهم في تخفيف الاعباء المعيشية وتخفض من نسبة الفقر والبطالة.
وحول التطورات والآثار التي شهدتها المحافظة وأبناؤها بعد اطلاق المنطقة التنموية أوضح الرواشدة أن الخطة التنموية ارتكزت على عدة محاور تشتمل مشروع منطقة معان الاقتصادية التنموية الذي تبلغ كلفة أعمال البنية التحتية له حوالي 200 مليون دولار من أربعة محاور هي المنطقة الصناعية والمشاغل، والمدينة السكنية، والتنمية البشرية وأخيرا مدينة الحجاج.
وأضاف أن من المشروعات التي أخذت طريقها الى أرض الواقع الانتهاء من توقيع اتفاقية بالأحرف الأولى مؤخرا بين الحكومة وشركة رمال القابضة وهي ائتلاف قطري - الماني لاقامة مصنع الزجاج في المدينة الصناعية حيث تشتهر المنطقة بجودة ونقاء الخام الأمر الذي شجع المستثمرين على الدخول بمشروع ضخم يعتبر فاتحة مبشرة لجذب الاستثمار الى المحافظة ، مشيرا أن المصنع سيوفر حوالي 1200 فرصة عمل لكفاءات وأيد محلية كما سيتم ايفاد حوالي 300 عامل لألمانيا للتخصص المتقدم في صناعة الزجاج .
وأوضح أن المحور الثاني فيتمثل باقامة مدينة سكنية بجوار جامعة الحسين بن طلال تشمل حوالي 900 وحدة سكنية ومدارس ومراكز صحية ومراكز لانتفاع طلاب جامعة الحسين بن طلال وللعاملين في الجامعة والمستثمرين وعائلاتهم.
وحول محور التنمية البشرية أشار الى الاستثمار المتقدم في مراكز التدريب المهني المتقدمة المقامة في معان والجفر وقضاء آيل لتوفير الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة التي تحتاجها المشروعات والصناعات المستقبلية التي ستقام في المحافظة ، اضافة لرفد السوق المحلي بمثل هذه التخصصات والمهن ليكون نواة للبدء بتطبيق الرؤية الملكية حول ضرورة التخصص في موضوع التدريب المهني والتقني ولتكون المحافظة مركزاً رئيسيا للتدريب والتأهيل على تخصصات ومهن محددة في قطاع الإنشاءات للمملكة بشكل عام.
وعرض الرواشدة لمشروع اقامة مدينة الحجاج بالقرب من مدينة معان الصناعية مجهزة ببنية تحتية متكاملة لاستقبال حوالي 2 مليون حاج ومعتمر سنويا وعلى مدار العام ، كما ستزود المدينة بكافة المرافق الخدمية والاقامة والتسوق ومختلف المتطلبات لمدينة شاملة . وأوضح أن المنطقة الصناعية التي تقع على مفترق الطرق الواصل بين مطار الجفر والطريق المؤدية إلى حدود المدورة القريبة من منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ستوفر هذه المنطقة ما يقارب سبعة آلاف فرصة عمل مباشرة حتى نهاية عام 2025.
و تحدث عن اطلاق مشروع اقليم قرى غرب معان الزراعي الذي يستهدف القوى البشرية في القطاع الزراعي وحث المواطنين على زراعة المساحات الشاسعة في المدينة بالأعلاف ومحاصيل أخرى مثمرة كاللوز والعنب والرمان نظرا لملاءمة الأراضي لهذا النوع من المحاصيل ، اضافة لتأهيل قنوات الري واقامة محميات رعوية بمساحة 170 دونم لكل محمية وبمساحة اجمالية تبلغ 170 ألف دونم ، حيث يشتمل المشروع على تربية الأغنام والمناحل أيضا من خلال تقديم قروض صغيرة للقائمين بها مثل قروض الدوائر وقروض الحاكورة التي تستهدف زراعة المساحات المحيطة بالمنازل .
وقال إن المشاريع السابقة أفرزها اعلان معان منطقة تنموية اضافة لمشاريع أخرى رائدة ومنها توجه لاقامة ميناء بري في معان للتخفيف من الضغط على ميناء العقبة ، معربا أن جملة التغيرات السابقة اضافة لحركة نشطة في عمليات البيع والشراء للأراضي في المدينة قد ساهم في احداث تغيير شاسع على الأوضاع المعيشية للمواطنين ورفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي والدخول في مرحلة تغير في نمط المعيشة المحلي العام .[center]